رسالة إلى الأميرة " بنت السلطان "

رسالة إلى الأميرة " بنت السلطان "

هل تعلمين بعد رحيلك عن ديارنا
دون أن أقوم حتى بوداعك
ألمني قلبي كثيراً
وحاصرتني نوبات طويلة
عابرة اقضيها في بكاء
وتلاشت أحلامي لعدم معرفتي
بــــــموطنك الجديد
لقد اتبعت الأثر لقافلتكم
وكنت أسير في ذلك
ورائت تلك المناظر الطبيعية
فلم ألقي لها اهتمام
لان الطبيعة البشرية اجمل
واكملت سيري حتى فقدت الأثر
عند وادي القدر
فرجعت أدراجي يائساً
فسألوني أهل الديار
ماهي أخر الأخبار
هل وجدت بنت السلطان
بكيت من شدة السؤال
فقلت لقد ذهبت واخذت
الرحمة والحب وتركت
لي أنواع العذاب
فاانا لم اتذوق طعم السعادة
من طفولتي فانتي تعلمين
لقد ولدت يتيماً لا اب ولا ام
وفجاءة علمت مكانك
من أحدى العاملين مع السلطان
وأعطيته هذه الرسالة
ليقوم بايصالها إليك.

محتوى الرسالة

سأظل أراقب الطيور السابحة في بحر السماء
فهي تلهمني دائماً بانكِ مازلتي تتمنين لقائي
فلاتخذليني ولاتخذلي تلك الطيور
التي طبعة تلك الرسالة بــ مخيلتي

حبك النقي يابنت السلطان
لم يجعلني كاتب للحكم و
"الامثال"
بل
صنعت شبيهاً لك
"تمثال"
يقتدي به إلى اخر
"الزمان"

أغرقني في بحر حبك
واجعل أمواجك المجنونة
تداعب أنفاسي
وتراقص قلبي
فاذا كتبت لي النجاة فساظل
مجنوناً بك
واذا وافتني المنيه
فانا شهيد
في بحر حبك
أيتها الفاتنة زادت طعونك وانتي غائبة
لقد تبدلت حياتي عن قبل
فطعام السعادة الذي كنت أحتسيه تغير مذاقه
وأصبحت أتذوق كؤوس من العذاب من يديك
والقلب الذي كان ينبض بسرعة عند روئتك
تمزق حزناً فلم يعد صالحاً للعمل
فبــ مجرد التفكير فيك
يبعث فيني الماً كخنجراً مسموم
التصق في صدري
لقد تبخرت أحلام السعادة
ولم اشعرالا بمشاعر حزينة
لحياة اصبحت تائهة أنـــــــــه
شعور بالحزن يضيق على قلبي
وااجد صعوبة في التغلب عليه
رحماك ياربي

كاتب الرسالة:
سأموت مثلما حييت وحيداً