رسائل حب مرمية

لا أتقنُ العبثَ بمعاني الحنين
و لا التسكعَ بينَ مفرداتِ الاشتياق
هذياني يولدُ عندما تموتُ اللحظة
أنفاسكِ تكتبُني فيجيشُ في صدري الشعور
و يجتاحُ الجنونُ شواطئَ الصمتِ في أعماقي
يدكُ أسوارَ السكونِ في قلبي الجريح
يخرجُ الزفراتِ و الآهاتِ و الرغبات المكبوتة
يعطرُها بماءِ الروحِ و شذا الإحساس
ليصنعَ منها أبجديةَ عشقٍ مُعَتقة
حروفُها أناتُ انتظار
و نبضُها ألمُ احتضار



كيفَ أكتبُ عنكِ و أنتِ سرُ إلهامي و بَوحي
كيفَ و من بريقِ عينيكِ أستقي وهجَ الحروف
و حنانُكِ يُهديها العذوبةَ و النقاء
و من رحيقِ شفتيكِ أستمدُ شهدَ الخيالِ فأغرقُ في بحورِ اللَهفة
ابتسامَتُكِ تبعثُ الدفءَ و الإحساسَ في أوصالِ كلماتي
تنعشُ الأحلامَ في صدري و تذيبُ الجليد
تبعثرُني كأوراقِ الخريف .. كحباتِ المطر
تعيدُ صياغَتي و تكويني
و تجعلُني قصيدةً في دواوينِ الغرام
إلياذةً منقوشةًًً على صخورِِ الأمنيات
و أنشودةً ترددُها سنابل الأحلام


ماذا أكتبُ عنكِ
و كلُ ما في الكونِ يكتبُكِ
أالتقطُ النجومَ في ليلةِ عشقٍ صيفية ؟
أم أمزجُ الرحيقَ بطهرِ دمعِ العاشقين
و أصنعٌ خلطةً سحريةً عمادُها حرقةُ قلبٍ و رعشةُ روح ولؤلؤتانِ
غارقتانِ في بحرِ الحنين
هل أعيشُ إحساسَ نسماتِ نيسانَ و هيَ تداعبُ وجهكِ و تحضُنكِ
هل أعبرُ عن شعورِ فنجانِ قهوتِكِ و هوَ يلثمُكِ
كيفَ أكتبُ عنكِ و أنتِ حبرُ دَواتي
و نبضُ خواطِري و عطرُ كلماتي
كيفَ و كلُ معاني الحبِ تتلاشى أمامَ رقتكِ
و كلُ التعابيرِ تفقدُ رَونَقَها أمامَ عبيرِ بسمَتِكِ


اكتُبيني أنتِ يا شمسَ الوجود
اكتبيني على شفاهِ الجرحِ
قبلةً على خدودِ الياسمين
انقشيني وردةً جوريةً على جبينِ الحب
أغنيةً لبردى و قصيدةً لقاسيون
حكايةَ الرمانِ و الريحانِ والزيتون
و اجعليني شهقةً في صدرِك
رعشةً في فؤادكِ
ترنيمةً للروح
عندها سأكون رمزاً للخلود